النظر الابستمولوجي وأثره في النقل الديداكتيكي في مادة التربية الإسلامية “

النظر الابستمولوجي وأثره في النقل الديداكتيكي في مادة التربية الإسلامية ”
مما لا شك فيه أن النظر الابستمولوجي السليم، بما هو غوص في بنية العلم وخصائصه المميزة كفيل بتبصرة من يقوم به بالمنهج الأقوم الذي يسدد الفهم ويعصم التنزيل. ولأن التربية الإسلامية مادة دراسية يتجاذبها طرفان: طرف علمي يتصل ببنية العلوم الإسلامية مفاهيم وإشكالات، وطرف تربوي يتصل بالتربية بمختلف مستوياتها، مقاصد واتجاهات، فإنه من الضروري أن يكون النظر الابستمولوجي مستحضرا لهذه التجاذبات، حريصا على استحضار وظيفية المعرفة، من جهة اعتبارها مطية للتربية.
فإذا كان الجانب العلمي في مادة التربية الإسلامية متشعبا جدا نظرا لكثرة روافده، إذ هو متصل من جهة بالوحي، باعتباره مصدرا مطلقا ومقدسا للمعرفة، ومتصل من جهة أخرى، بما أنتج حول الوحي من فهوم تتسم بطابع النسبية؛ فإن الجانب التربوي محكوم بوجوب استحضار شرطي المواءمة والملاءمة مع ولحاجات المتعلم / المتربي. ومحكوم بضرورة مراعاة اختيارات معينة على مستوى التدين فهما وعملا اقتضتها عوامل تاريخية وسياسية، ومحكوم أيضا باختيارات معينة على مستوى البراديكمات الموجهة لأشكال الاشتغال الديداكتيكي إن التجاذب بين “التعليمي” و”التربوي” في مادة التربية الإسلامية معقد جدا، من جهة امتزاج المعارف فيها بالقيم، ومن جهة الطبيعة الامتثالية لمفاهيمها مما يجعل من النقل الديداكتيكي في مادة التربية الإسلامية مهمة بالغة الصعوبة والتعقيد من جهة، وبالغة
الخطورة من جهة ثانية.